اقرأ أيضا :
النّسويات يقتلن ما تبقّى من جمال المرأة في نفوس البشريّين. يظنّون أن المجتمع لا يحيا إلّا بهنّ، وأنّه يجب ألّا ينحكمَ لقانون الفعلِ وردِّ الفعل؛ بمعنى أنّهنّ عليهنّ أن يفعلن ما يحببن، بارتداء ما يردن، بفعل أفعال ينكرها العقل قبل العرف، إلخ، ثمّ يطلبن من المجتمع أن ينقاد لهنّ!
ليس من المنطق أبدا، أن يطلب المرء ما يكون ضدّ عقله، أو يُشرِّع قوانينَ لا يقبلها الشّارع والمتفرِّج، ثمّ يطلب من هذا وذاك.. أن ينصاعَ لأمره وينزل تحت طاعته!
المرأة المسلمة، التي تعيش في أسرة مسلمة لا منحلَّة أخلاقيّا، تعرف تماما أنّ الإسلام أعطاها.. ما لم يعطِها دينٌ سماويّ آخر، بل وتعلم أيضا، أنّه أعدل منهج سماويّ، يمكن للمرأة أن تحفظ تحت ظلاله، عفّتها وحياتها.
نعم؛ أعلم تماما أنّ النّسويات، لم يذكرن الدّين في شعارتهنّ، لكنّهنّ ينظرن فقط لما أمام أعينهنّ لا بعقلهنّ الأجوف؛ هذا متحرِّش مسلم، إذن، فدينه يأمره بذلك، تحت عنوان التّربية الأبويّة كما يدّعين!
وهذا متحرِّش غير مسلم، مسيحيّ، فإذن، دينه يأمره بذلك تحت عنوان الأسرة المسيحيّة المتديّنة.. وهكذا دواليك..
الخلل لم يكن يوما في أسرة متديّنة، فكل الأديان تدعو النّاس لحسن الخلق، بل إنّ الأرض في الجاهليّة -ما قبل الإسلام- كانت تعجّ بالأخلاق، التي دعت إليها الأديان والأعراف السّابقة!
هل ظهرت هذه الحركة النّسوية البغيضة، ما قبل ظهور العولمة؟ هل كانت المرأة أغبى والآن ازدادت ذكاءا، رغم أنّ الغذاء نفسه والماء نفسه؟!
حركات لا تعي بما تُخبِّر النّاس به، فاسأل إحداهنّ.. ماذا تعلمين من تاريخ المرأة عبر العصور؟ ستخبرك أنّها كانت تُقتل، وأنّها كانت تُضطهد فقط!
وأنّ السّبب في ذلك هو ذكوريّتنا نحن العرب! وهل كانت المرأة تُصان وتُحفَظ كرامتُها، دون عِزَّة العربيّ وأَنَفَتِه؟ هل كان أحد يجرؤ أن يأتي عِرض فلان غيور؟ لا، فالعربيّ وحده، من صانك قبل أن تُشرَّع الأديان، وقبل أن تستلهمي أفكارك عمّا بِنا، من غيرة على أعراضنا.
لا ألومكنّ، فأنتنّ تردن تطبيق ثقافات ليس لها دين وسلطان، دون وعي بما تُخبّئ لنا!
اقرئي تاريخ الشّعوب، قبل أن تفتحي عقلك الأجوف، على ثقافات مُحوسَبة، لا يُرينك منها سوى ما يريدون فقط، كي يقتلوك ببطء شديد.
أنا لا أقول ما لا يقبله المنطق، نعم؛ فهناك شرّ وهناك خير، وكلا الأمرين لا يرتبطان ببعضهما؛ أي أنّ هذا.. لا علاقة له بذاك، إن ظهر في المجتمع. فآدم عليه السّلام، كان ابنه عاصٍ، وأبى دين أبيه!
الإسلام دائما هو الحلّ؛ فالشّرائع التي تأتي من مشرِّع أعلى، يجب أن يُؤخذ بها ممّا كان دون ذلك في التّسلسل الهرميّ؛ لأنّ من كان أعلى، يكون أعلم وأعرف، ممّن كان دونه.
ومن صانت دينها.. صانت كلّ شيء لها، لكن، هل هذا يعني أنّ الأمر انتهى عند ذلك؟ لا، فكما هناك خير، هناك شرّ يحيا معه.
والتّاريخ يشهد على ما أقول؛ عائشة أمّي -رضي الله عنها- صانت دينها، لكنّها اتُّهمت بما لا يرضاه أحد في حادثة الإفْك، لكن لأنّها حفظت الله في سابق عهدها، حفظها الله، وأنزل براءتها وشريكها في التُّهمة، في كتاب ربّانيّ، محفوظ أبدا.
لن تنتهي شرور أنفسنا، طالما الشّيطان حيّ في نفوسنا، لكنّ الحرب بيننا وبينه ستكون مفعَمة بأحاسيس النّصر لنا، متى شاء الله ذلك.
والإسلام في العقاب، قَرَنَ الذّكر مع الأنثى؛ "..الزّانية والزّاني.."، وفي مواضع أخرى أيضا، فلم يميّز بينه وبينكِ، بل أنتِ من صنعتِ هذا التمييز الأخرق، بعقلك الأجوف المتقلّب!
نحن لسنا ملائكيّين، ونصارع الشّرّ دوما، والخطأ يصدر من عقلنا أنا وأنتِ، فلا تستشرفين، وأنت مليئة بأفكار خاطئة.
أنتِ.. من تقبلين على أفكار النّسوية بشغف؛ اسألي أيَّ واحدةٍ من دعاة النّسوية؛ عن تاريخ الشّعوب، عن تاريخ العرب العظماء ونسائهم، عن نساء النّبيّ، عن الصّحابيّات الجليلات، عن الدّين.. ماذا يعلمن منه.. فقط سؤال بسيط، ثمّ لك أن تنعمي بما ستسمعين منهنّ!
اسألوا واعلموا، ماذا تُخبّئ عقولهنّ من أفكار لا ترضي عقلا أبدا، بل كلّ ما يسعين له.. قِوامة خرقاء، تكون ضِدَّ مشيئة الله.
نحن جئنا لهذه الأرض من نساء، ورضعنا من نساء، وتربّيْنا على يدي نساء، لكنّنا.. جئنا من أرحام شريفة عظيمة عفيفة، ورضعنا لبنا خالصا من ثديين عظيمين شريفين.. لم يُكشفا إلّا بما أمر الله، ونبتنا على يديّ نساء مؤمنات موحّدات طائعاتٍ شاكرات، يأمرن بما أمر الله، وينهين عن دون ذلك. هؤلاء النّسوة.. فقط من يصلحن لنا.
لا أنكر الأخطاء التي انتهت بالقتل لفلانة ولأخرى، التي تلت قصص العِرْض والشّرف لذوي القتيلة. لكن، هل تعلم أنّ -في الإسلام- هَدْمَ الكعبة حجرا حجرا، أهون عند الله من إراقة دمِ مؤمنٍ موحّدٍ بغير حقّ؟! وعن النّبيّ؛ قال: "لا يحلُّ قَتْلُ مسلم إلّا في إحدى ثلاث خصال؛ زانٍ مُحْصَن فيُرجَم، ورجل يقتل مسلما متعمّدا، فيُقتل، ورجل يخرج من الإسلام فيحارب اللهَ ورسولَه، فيُقتل، أو يُصلب، أو يُنفى من الأرض". رواه أبو داوود والنّسائي.
والثَّيِّب الزّاني أو الزّاني المُحصَن؛ من كان متزوجا وأبى حلال الله على حرامه. فالقتل في الإسلام يكون بحقّ، كي لا يتفشّى المُنكَرُ والظلمُ في الأرض، ليحيى الآخرون.
والقتْل في الإسلام، يُحدِّده قاضٍ عالمٌ في الدّين؛ قرآنه وسنّة نبيّه، وأن يكون عالما في العُرف والتّاريخ، فقتل مسلم متعمّد دون حقّ، سيكون عقابه وخيما يوم نلقى وجهه الكريم.
القاتل هو مسلم عاص، فلا تحكموا على الشّيء من نقائصه، والنّقائص نحن العُصاة، شوّهنا جميل الإسلام وأنكرنا حَسَنَه.
العيْب فينا، وليس بذكوريّةٍ أو دين. لن يسير المجتمع معكِ وحدكِ، ولن يسير معي وحدي، هي شراكة منذ الأزل، ولن تنتهي بشعاراتك الحمقاء تلك. تستطيعين العيش وحدك لمدّة عشرين عاما.. لكن ماذا سيحلّ بالأرض لو لم نتشارك لمدّة عشرين عاما أو أكثر؟ ستنتهي، وستنتهي أنتِ معها، بأفكارك الغبيّة تلك!
يجب أن نتشارك، أنت وأنا، نبني أسرة قويمة، مبنيّة على الخير والحبّ، والتّغيير. وأنت تعلمين -من تعلَّم منكنّ علم القرآن والسُّنَّة- أنّ الإسلام الصّحيح، قد تكفّل للذّكر والأنثى أمْنَهما وسعادتهما في كلا الدّارين، ولم ينتقص منهما ولم يمسسْهما وأفكارَهما بسوء أبدا، لكنّنا نحن؛ من صنع نقيض ذلك.
يقول الله: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكُن إليها.. "؛ فهنا سُكْنى: أي طمأنينة وراحة. وقال: "ومن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون"؛ وهنا استكمال الشّراكة بين الجنسين، فلا مفرّ من أحدهم عن الآخر. وحتّى في الغاب، تحت منهج الطبيعة، تجد كلّ ما أخبر اللهُ في كتابه واقعا حقيقيّا! لأنّ الغاب وما فيه، لم يصلوا لعنان السّماء بعد، من تكبّر، واكتفوا أن يحيوا ويسيحوا في الأرض.
لكنّنا نحن مَن تَألَّه في هذه الدّنيا! واستحدثنا أفكارا لا نعي منها شيئا، فقط لضعف النّفوس. إذا أردتَ وأردتِ.. مجتمعا سليما يقلّ القتل فيه والمنكرات.. فلننشئ أسرة عظيمة، على دين الأنبياء، في تلك اللحظة فقط يصحُّ مفهوم المشاركة، أنتِ ستُكمّليني وأنا كذلك؛ راحة، وسعادة، وغنىً، ودينا.
النّسوية قاتلة ومَقيتة، ليس فيها ما يومئ بالخير أبدا.
هي المرأة المتديّنة السَّويّة، التي نشأت تحت ظلّ الأسرة المتديّنة على منهج الأنبياء والصّالحين، فقط وحدها.. من تعي المُراد منها. هذه الأفكار وغيرها، لن تنتهي، طالما لم نتعلّم دين أنبيائنا الأوّلين، ومنهج آخرِهم.. قاتَلها اللهُ، وأصلح بناتِنا وأولادَنا اللهُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق