عن غُربة الأحبّة

اقرأ أيضا :


ما بك؟ - لا أعلم، هناك شيء في داخلي صار غريبا عنّي. هل كان قريبا منك لِدَرَجَة الغُرْبة؟
- أكثر من كلمة قُرْب!
وكيف صار غريبا؟! - قد كان المأمولُ عظيما، فصار الشّعور هشيما. تحكمُ على الشّيء من بعيد فتُذهل، ثمّ تقترب منه.. فتجد أنّ حقيقتَه لم تكف ذُهولك به، فيكون حجمُ الغربةِ به.. بحجم الأمل الذي طُلب له.
هذا يعني أنّ الأمل كان عظيما كفايةً ليجعلك تفعل مستحيلا ما.. - بالضّبط؛ لكن كان شيئا.. وصار شيئا آخرا. ألا يكون العيب في الحُكْمِ نفسه؟ وهل من العدلِ أن يحكم مُتغيّرٌ على مُتغيّرٍ؟! - بلى، لكن؛ حينما يصدر الحُكْمُ على الثّوابت، فحيهنا يحقّ لمتغيّرٍ أن يحكم، ولكلّ قضيّة ثوابتٌ يُحكم بهنّ حُكما شافيا.


لو.. عاد الزّمنُ بكَ حيثُ بدأت قصّتُك، أَتُعيد اكتشافَ ذات الأمر وبنفس الشّغف والطّريقة؟ - وهل سأكون حينها بنفس جهليَ الأوّل؟!

لا.
- لو أعادك أحدٌ لِرَحْم أمّك مرّة أخرى، ثمّ طَرَق عليك بَطْن أمّك سائلًا: إمّا أن تعود للشّقاء مرّة أخرى.. أو تبقى حيث أنت، ماذا ستختار؟

حتما سنختار الأمر ذاته؛ أن نبتعد عن كلّ ما أَرْهَقَنا.
- أحسنت!

الأقسام :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق